السيدات والسادة المحترمون
الأصدقاء الأعزاء
يُصادف اليوم العاشر من يونيو 2025 الاحتفال الأول باليوم الدولي للحوار بين الحضارات التابع للأمم المتحدة. ويسعدني أن أشارك هذه المناسبة الخاصة مع أصدقائنا من مختلف أنحاء العالم.
في عالم اليوم، هناك أكثر من 200 دولة ومنطقة، وأكثر من 2500 مجموعة قومية. لقد أفرزت الجهود البشرية في الإنتاج والحياة العديد من الحضارات الزاهرة، التي تُكمل وتُلهم بعضها البعض.
هذه الحضارات جعلت من قريتنا العالمية مكانًا متنوعًا وملونًا ونابضًا بالحياة، وجعلت من مجتمعنا البشري بأكمله كيانًا لا يتجزأ، ذا مصير مشترك. وفي ظل التغيرات العميقة التي لم نشهد مثلها منذ قرن، بات لقيم الحضارات معنى غير مسبوق، وأصبحت التفاعلات الحضارية ضرورة حيوية، والوقت ملائم تمامًا لتعزيز الحوار بين الحضارات.
في العام الماضي، وبدعم بالإجماع من جميع الدول الأعضاء، اعتمدت الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة القرار الذي بادرت به الصين و82 دولة أخرى، والذي ينص على اعتماد يوم 10 يونيو من كل عام يومًا دوليًا للحوار بين الحضارات. ويجسد هذا القرار التطلعات المشتركة للشعوب لتعزيز الحوار والتفاهم والتقدم المشترك.
ان الحوار بين الحضارات رابطة للسلام. ففي الذكرى الثمانين للانتصار على الفاشية وتأسيس الأمم المتحدة، لا يزال السلام هدفًا مشتركًا لكل شعوب العالم. إن الحوار بين الحضارات يساعد على ردم الهوة بين الثقافات وإزالة الأحكام المسبقة، مما يعزز الثقة المتبادلة ويحافظ على الأمن المشترك.
يعد الحوار بين الحضارات قوة دافعة للتنمية تاريخياً. فطريق الحرير القديم وحّد حضارات الشرق والغرب وأسهم في تطور البشرية، فإن الحوار بين الحضارات في عصر العولمة يتيح تبادل العقول والتكنولوجيا ويُسرّع من وتيرة التحديث والتنمية المشتركة.
ان الحوار بين الحضارات جسر للصداقة. فقد أثبت التاريخ أن الانفتاح يعزّز الفهم، والتبادل الثقافي يعمّق الثقة. ومن خلال الحوار، يمكن تجاوز الاختلافات وتعزيز التعاطف والتفاهم المتبادل بين الشعوب.
ايها الاصدقاء
لقد تجذرت الحضارة الصينية وازدهرت في تراب الصين. وعلى مر التاريخ الطويل، طوّرت سماتٍ مميزةً للاستمرارية والإبداع والوحدة والشمول والسلام.
في عام 2023، طرح الرئيس شي جين بينغ رسميًا مبادرة الحضارة العالمية، التي تدعو إلى التمسك بالقيم المشتركة للإنسانية، مع التركيز على التراث والابتكار، وتعزيز التبادل والتعاون بين الشعوب على الصعيد الدولي. وتشهد هذه المبادرة على جهود الصين الرامية إلى تيسير الحوار بين الحضارات. ومع وصول العالم إلى مفترق طرق تاريخي، تدعم الصين تعزيز الحوار بين الحضارات في الجوانب الثلاثة التالية.
أولآ / لندافع عن المساواة بين الحضارات.
لا توجد حضارة أسمى من أخرى. يجب احترام مسارات التنمية والأنظمة الاجتماعية التي اختارها كل شعب بنفسه، ورفض نظريات صراع الحضارات أو التدخل في الشؤون الداخلية أو التنمر الأحادي. نؤمن بضرورة التعددية الحقيقية، وبدور الأمم المتحدة في تعزيز الحوار الحضاري، مع التركيز على المنفعة المتبادلة والتعايش السلمي.
ثانياً/ تشجيع التبادل بين الحضارات.
على الدول أن تُعزز التعلّم المتبادل وتستخلص العبر من التفاعل الثقافي لمواجهة التحديات العالمية وتحقيق تحديث عالمي. تفكر الصين بإيجابية في استضافة المنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة في عام 2028، كما ستدعم ماليًا الهيئات الأممية المعنية بالحوار الحضاري، وستواصل دعم آليات مثل منتدى الحضارات القديمة لتوسيع المنصات الدولية للحوار.

ثالثاً/ تعزيز تقدم الحضارات.
ينبغي للمجتمع الدولي أن يشجع تدفق الأفكار والتكنولوجيا والمعرفة، ويواصل دفع حدود العلم البشري. ووفقًا لمبدأ “التكنولوجيا من أجل الخير”، يجب استخدام أدوات مثل الذكاء الاصطناعي لدعم الاستمرارية والابتكار في الحضارات، وزيادة الثروة المادية والروحية المشتركة، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك تزدهر فيه جميع الحضارات.
وختامًا:
لدى الإنسانية كوكب واحد فقط، ومستقبل مشترك واحد.
دعونا نجعل من الحوار سيمفونية متناغمة تُبحر بنا في سفينة الحضارة الإنسانية نحو مستقبل أفضل.”
شكرًا لكم.

پەیوەندیکردن

   تەلەفۆن:  ٠٠٩٦٤٧٥٠٤٤٩٢٢٨٢

   ئەدرێس:  كوردستان - هەولێر - گەرەکی ئازادی

   ئیمێل  info@global-civilization.org